كيف تشرح فوضى أكثر مباريات الـ"بريميرليغ" جنوناً؟
كارل أنكا- نيويورك تايمز
Wednesday, 17-Dec-2025 07:12

كيف يُمكن تقييم وتحليل وشرح تعادل مانشستر يونايتد 4-4 مع بورنموث بشكل سليم، من دون الانزلاق إلى مفردات كروية مستهلكة (يا إلهي!) أو التكرار المفرط لكلمة «فوضوي؟ دخل رجال روبن أموريم إلى «أولد ترافورد» وهم على حافة التغيير. فبطولة كأس الأمم الأفريقية المقبلة ستُفقِده اثنَين من أفضل مهاجميه، برايان مبومو وأماد ديالو. فأمضى جزءاً كبيراً من الحصص التدريبية الأخيرة وهو يُحضّر فريقه للعب بأسلوب 4-3-3.

إذا كان يونايتد مقبِلاً على تحوّل جذري، فإنّ التعادل 4-4 أمام بورنموث يوحي بأنّ هناك أولاً مرحلة «بلوغ» صعبة، عرضة لتقلّبات مزاجية متكرّرة. كانت المباراة محمومة إلى درجة بدا معها من الخطأ محاولة اختيار سردية واحدة للتركيز عليها من هذا التعادل. فانتقاء قصة واحدة سيكون مُجحِفاً بحق أخرى.

 

الدقائق 1-35: قراءة تعديلات أموريم على الرسم التكتيكي

 

في أيلول، أبلغ أموريم وسائل الإعلام أنّ «ولا حتى البابا» يستطيع ثنيِه عن نظامه المفضّل 3-4-2-1. لا نزال بانتظار التأكّد ممّا إذا كان قد جرى حوار بين البابا لاوون الرابع عشر ومدرب يونايتد، لكنّ الدقائق الافتتاحية للمباراة شهدت محاولة أكثر من مشجّع فك شفرة الشكل التكتيكي ليونايتد. هل أرسل أموريم لاعبيه بأسلوب 4-3-3 مع ليني يورو وديوغو دالوت في مركزَي الظهيرَين؟ هل كانت أنماط البناء المبكرة بثلاثة مدافعين مؤشراً إلى أنّ شيئاً لم يتغيّر؟ أم أنّ تحرّكات ماتيوس كونيا خلف مبومو كانت دلالة إلى أنّ يونايتد يُجرِّب 3-5-2؟

 

الحقيقة هي كل ما سبق. نظرة إلى خريطة متوسط تمركز لاعبي يونايتد في الشوط الأول تُظهر أين كان رجال أموريم يقفون عادةً عند الاستحواذ. لكنّ يونايتد تحرّك بسلاسة شديدة طوال النصف ساعة الأولى، ما يجعل الوصف أمراً صعباً.

وأوضح مدرب بورنموث أندوني إيراولا: «كان النظام نفسه الذي يلعبون به دائماً، لكنّهم يتكيّفون تِبعاً لِمَن تضعه لمراقبتهم. إنّه نظام مرن جداً. اعتماداً على اللاعب الخارجي - إذا راقبته بظهير، سينخفض. ما يعني تحويل ثلاثي أموريم الخلفي إلى خماسي. وإذا راقبته بجناح، سيرتفع. والتمركز في العمق - مع كازيميرو وبرونو (فيرنانديش)، وحتى نحن مع تاف (ماركوس تافيرنييه) وتايلر (آدامز)، كنا نبدّل اثنَين مقابل اثنَين».

 

كان ذلك إطراءً واضحاً لأحد أكثر مدربي الدوري إسهاباً من الناحية التكتيكية. لطالما سعى نهج أموريم إلى امتلاك صفة «الحرباء»، بتغيير الشكل وفق ما تقتضيه الحاجة. وما كان لافتاً في هذا التكيَّف، كيفية انتقال يونايتد إلى خط دفاع رباعي، ولماذا كان ذلك فعّالاً خلال معظم الشوط الأول.

تمركُز أماد أعلى وأكثر مركزية، سبّب لبورنموث مشكلات لمدة 30 دقيقة. هدفه الافتتاحي لم يكن أنظف رأسية، لكنّه شكّل تهديداً دائماً طوال الفترة. وبالمثل، بدا خط دفاع يونايتد وكأنّه يتحوّل إلى رباعي عند الدفاع، لعرقلة تحرّكات الخصم على الأطراف. كانت تعديلات أموريم المحور، قبل أن يُجري إيراولا تغييرات من جانبه، ويَبرزُ لاعب معيّن بمفاجأة.

 

الدقائق 35-40: هل يجب على يونايتد التعاقد مع أنطوان سيمينيو؟

 

قرابة الدقيقة 20، بدّل إيراولا جناحَيه، فدفع بأليكس خيمينيز إلى الجهة اليسرى للمساعدة في مراقبة أماد، بينما انتقل سيمينيو إلى الجهة اليمنى.

 

قبل المباراة، وصف أموريم الغاني بأنّه «لاعب مميّز». فهدفه في الدقيقة 40 أظهر موهبته. دفاع سيّئ من ماسون ماونت ولوك شو أتاح للمهاجم استلام الكرة في مساحة، قبل أن ينطلق إلى الثلث الأخير ويعاقب يونايتد بقوّة.

رأسية كاسيميرو من ركنية نفّذها فيرنانديش في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول أنهت هذا المقطع سريعاً.

 

الدقائق 46-61: هل سيفقد يونايتد رقمه المذهل بين الشوطين؟

 

بعد 40 ثانية فقط من انطلاق الشوط الثاني، أدرك بورنموث التعادل؛ تمريرة بينية ذكية من تافيرنييه إلى إيفانيلسون، تركت مدافعي يونايتد الشبان جامدين ومترنّحين.

 

بعد دقائق، مزيد من المعاناة الدفاعية ليونايتد. سوء تفاهم بين أيدن هيفن وزملائه جعله يتراجع عن مواجهة تافيرنييه في لحظة حاسمة وهو يتقدَّم بالكرة نحو المنطقة. حاول كاسيميرو إنقاذ قلب الدفاع بخطأ تكتيكي لمنح يونايتد وقتاً لإعادة التنظيم، لكنّ تافيرنييه سجّل من الركلة الحرة الناتجة (د52).

 

أسئلة كبيرة طُرِحت، إلى أن بزغ الإدراك بأنّ نتيجة 3-2 وضعت أحد أطول الأرقام القياسية في كرة القدم على المِحَك. لم يخسر يونايتد قط مباراة على أرضه في الدوري كان متقدّماً فيها بين الشوطَين. في الواقع، لم يخسر أياً من آخر 393 مباراة في «أولد ترافورد» كان متقدّماً فيها بين الشوطَين (فاز 359 وتعادل 34). إنّها سلسلة استثنائية تعود إلى خسارة 2-1 أمام إيبسويتش تاون في أيار 1984. وللسياق، وُلد أموريم في كانون الثاني 1985.

 

الدقائق 61-83: هل من طريقة لإشراك ماينو؟

شهدت الدقيقة 61 دخول كوبي ماينو بدلاً من كاسيميرو وسط هدير جماهير «أولد ترافورد» وكاد أن يُقابَل بتصفيق وقوف. أمام بورنموث، جرى توظيفه كلاعب ارتكاز، خلف فيرنانديش، ومكلَّفاً بربط اللعب بينما كان يونايتد يبحث عن التعادل.

 

ركلة فيرنانديش الحُرّة (د77) قدّمت أحد تلك المشاهد. قائد يونايتد سدّد كرة ثابتة إلى الزاوية العليا اليمنى من مرمى ديوردي بيتروفيتش ليُعيد التعادل. قد يكون برونو مثيراً للإنقسام، لكن لا أحد أكثر أهمّية منه لمخطّطات يونايتد الهجومية. نظرة إلى أفعاله خلال المباراة تكشف أداءً نموذجياً.

 

الدقائق 84-98: لماذا لا يستطيع يونايتد الحفاظ على تقدّمه؟

 

تسديدة إيلي جونيور كروبي (د84) أفرغت بالون فرح يونايتد. هدف التعادل هو المرّة الخامسة التي يتقدّم فيها يونايتد ثم يفشل في الفوز. يعتقد أموريم أنّ المشكلة تعود إلى حاجة لاعبيه لتحسين فهمهم للعبة في لحظات معيّنة، والتعرّف على متى يلعبون ضدّ الخصم، لكن أيضاً إلى الوقت المتبقي على ساعة المباراة. ربما كان يونايتد سيُغلق هذه المباراة بنجاح لو كان هاري ماغواير أو ماتيس دي ليخت جاهزاً، ليُقدِّم مزيداً من الخبرة الدفاعية القريبة من منطقة الجزاء. في النهاية، كان يونايتد ممتناً لتصدّيَين متأخرَين من لامينس للحفاظ على النتيجة 4-4.

الأكثر قراءة